هل طبول الحرب تدق | بين الأردن وإسرائيل؟

مقدمة :-

في ظل التوترات السياسية المتزايدة في المنطقة، تزايدت التكهنات حول احتمالية اندلاع مواجهة عسكرية بين إسرائيل والأردن. وعلى الرغم من أن العلاقات بين البلدين تقوم على اتفاقية سلام منذ عام 1994، فإن التطورات الأخيرة، خاصة المتعلقة بالقضية الفلسطينية، قد تضع هذه المعاهدة أمام اختبار صعب. فهل يمكن أن تندلع حرب بين الجانبين؟ وما مدى القوة العسكرية لكل منهما؟

التوترات بين إسرائيل والأردن: الأسباب والدوافع

القضية الفلسطينية: تعد المملكة الأردنية الهاشمية من أشد المدافعين عن حقوق الفلسطينيين، خاصة فيما يتعلق بالوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وهو ما يتعارض مع سياسات الحكومة الإسرائيلية.

التوسع الاستيطاني: تستمر إسرائيل في بناء المستوطنات في الضفة الغربية، مما يزيد من حدة الخلافات مع الأردن، الذي يعتبر ذلك تهديدًا مباشرًا للاستقرار في المنطقة.

التهديدات الأمنية: شهدت السنوات الأخيرة محاولات متكررة لتهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية، وهو ما ترفضه الأردن بشدة خوفًا من تأثيره الديموغرافي والأمني عليها.

التحركات العسكرية الإسرائيلية: التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية وغزة يثير قلق الأردن، الذي يرى في ذلك تهديدًا لأمنه القومي.

المقارنة العسكرية بين الجيش الأردني والجيش الإسرائيلي

1. حجم القوات المسلحة

الأردن: يمتلك الجيش الأردني حوالي 170,000 جندي عامل، بالإضافة إلى قوات احتياط.

إسرائيل: يبلغ عدد قوات الجيش الإسرائيلي حوالي 170,000 جندي في الخدمة الفعلية، وأكثر من 450,000 في الاحتياط.

2. القوات الجوية

الأردن: يمتلك سلاح الجو الملكي الأردني مقاتلات مثل F-16 Fighting Falcon، ويعتمد على تقنيات دفاعية متطورة.

إسرائيل: يعتبر سلاح الجو الإسرائيلي الأقوى في المنطقة، حيث يمتلك F-35 Lightning II بالإضافة إلى أسطول من F-16 وF-15.

3. القوات البرية

الأردن: يمتلك الجيش الأردني دبابات M60 Patton وLeopard 2، بالإضافة إلى مدرعات قتالية حديثة.

إسرائيل: تعتمد القوات البرية الإسرائيلية على دبابات Merkava IV المتطورة، وهي من بين الأفضل عالميًا.

4. أنظمة الدفاع الجوي

الأردن: يمتلك الأردن منظومات دفاع جوي مثل Patriot وHawk لحماية مجاله الجوي.

إسرائيل: تمتلك إسرائيل منظومة القبة الحديدية لاعتراض الصواريخ قصيرة المدى، بالإضافة إلى David’s Sling وArrow للدفاع ضد الصواريخ الباليستية.

5. القدرات الصاروخية

الأردن: لا يعتمد على ترسانة صاروخية هجومية كبيرة، لكنه يمتلك قدرات دفاعية قوية.

إسرائيل: تمتلك إسرائيل ترسانة صاروخية متقدمة تشمل صواريخ Jericho III الباليستية.

هل يمكن أن تندلع الحرب؟

رغم تصاعد التوترات السياسية، فإن الحرب بين إسرائيل والأردن ليست احتمالًا مرجحًا في الوقت الحالي، لعدة أسباب:

اتفاقية السلام بين البلدين التي استمرت لأكثر من 30 عامًا.

التعاون الأمني الذي يهدف إلى منع التهديدات المشتركة مثل الإرهاب.

التوازن العسكري حيث تدرك كل من الدولتين أن المواجهة العسكرية ستكون مكلفة للغاية.

الضغوط الدولية التي تسعى دائمًا إلى تهدئة الأوضاع في المنطقة.

خاتمة

على الرغم من التوترات الحالية بين إسرائيل والأردن، فإن الحرب ليست السيناريو الأكثر ترجيحًا، إلا أن استمرار السياسات الإسرائيلية التصعيدية قد يدفع الأردن إلى اتخاذ مواقف أكثر حدة. يبقى المستقبل مرهونًا بالتطورات السياسية والدبلوماسية، ومدى قدرة الطرفين على تجنب الصدام المباشر، والبحث عن حلول سلمية تضمن استقرار المنطقة.