الغذاء والجنس Food and sex | والقدرة الجنسية.
# مقدمة :
كانت نسوة بابل منذ آلاف السنين يتناولن حلوى مصنوعة من العسل والسمسم لتكون عوناً لهن على الإخصاب وسرعة الاستجابة الجنسية. وما يزال الاعتقاد شائعاً حتى يومنا هذا بأن الرجل يستطيع أن يقوي قدرته الجنسية بتناول المحار.
إن هذه النظريات وكثير غيرها من التي تتعلق بوجود رابطة بين الغذاء وقدرة الرجل البدنية على ممارسة الحب، قد دحضها علم الطب الحديث وظل يسخر منها طيلة الخمسين سنة الماضية، غير أن الأطباء كفوا عن الضحك خلال السنوات الخمس الأخيرة واستعاضوا عنه بالبحث والتقصي.
لقد اكتشف الأطباء أن كثيراً من النظريات التي تدور حول علاقة الغذاء بالجنس والتي كانت فيما مضى تثير الضحك قد أخذت تحظى الآن بسند جديد من المعرفة العلمية. وكثير من خبراء التغذية يعتقدون الآن بأن هناك علاقة أكيدة فعلاً بين الطعام الذي نتناوله صحتنا وقوتنا الجنسية.
والحقيقة هي أن كثيراً من أسباب الضعف الجنسي التي تستطيع أن تربك أو تحطم الزواج كالعنة (الضعف الجنسي) عند الذكر، والبرود عند الأنثى، والقذف المبكر أو المطالبة المستمرة من قبل المرأة التي لا تصل للرعشة، هذه الأسباب تعود إلى أصول غذائية.
يقول الدكتور (جيمس ليثيم) أحد أساتذة البحث البيولوجي في جامعة (روتجرز) أن الرغبة الجنسية والقدرة عليها لا يعتمدان فقط على الصحة العامة بل يعتمدان بصورة خاصة على حسن أداء الغدد الجنسية. والقدرة الوظيفية لهذه الغدد تعتمد على الغذاء الكافي.
وهكذا يجئ الدكتور (ليثيم) بهذه النقطة البالغة الأهمية وهي أنه بينما يعتبر الجنس وظيفة من وظائف الغدد، فإن الأداء الصحيح للغدد يتعلق بصورة مباشرة بتلك الأطعمة التي تؤثر تأثيرا مباشرا على طريقة عمل الغدد، فمن المهم أن ندرك أيضاً أن الصحة العامة من العوامل الكبرى التي تقرر الكفاءة الجنسية لدي أي شخص من الأشخاص.
إن الأطعمة من لحوم ونباتات ليست مواد مثيرة للباه فقط، وإنما هي مصادر غذائية ضرورية لصحة مختلف الغدد الجنسية.
والحقيقة هي أنه إذا كانت هناك أدوية منبهة للباه من المركبات الكيميائية الحديثة، فيجب تحاشيها؛ لأن الغدد الجنسية الأساسية والفرعية تتمتع جميعاً بحساسية فائقة، وهي سريعة الاضطراب والاختلال، وهي في بعض الأحيان مواطن لداء السرطان وكل شيء من شأنه أن ينبه هذه الغدد ويحملها على بذل نشاط غير طبيعي قد ينجم عنه مرض من الأمراض يود المرء لو يتجنبه بأموال الدنيا.
وعلى كل حال فإن هناك مستوى مقبولاً للنشاط الجنسي، وكل نشاط يتجاوز هذا المستوى قد يكون شيء غير مستحب لدى شريك الحياة، وبدلاً من أن يؤدي الإسراف في الجنس إلى تحسين العلاقة الزوجية فإنه يستطيع أن يدمر هذه العلاقة.
ولكن تغذية الغدد تغذية صحيحة ومساعدتها على الوصول إلى ذروة النشاط الصحيح بالأعشاب أمر يختلف عن الإسراف الذي أشرنا إليه، بالتغذية لا تشمل أموراً شاذة خارقة للطبيعة ولا تحتوي على أية مخاطر، وهي لا تحتوي فقط على الأمل بخلق قوة متزايدة بل بالتوصيل إلى صحة عامة جيدة أيضاً.
# لقراءة مقال التمثيل الغذائي عند الأطفال إضغط هنا.