مرض الشك | هل هو بوابة الإصابة بالوسواس القهري
# مقدمة:-
أي إنسان قد يشك أو يسئ الظن في إنسان أخر أو في مجموعة من الناس في ظروف معينة.
ولكن إذا كان سويا فإنه يغير رأيه إذا ما اثبتت الظروف والمواقف حسن نية الآخرين، أو إذا كان هناك دليل على براءتهم أو إصلاحهم وسلامتهم، هنا يعتذر الإنسان عن سوء ظنه وشكه ويؤنب نفسه.
أما الشكاك فإنه يظل على موقفه مهما كانت الأدلة ومهما أظهر الآخرين حسن نواياهم ومهما اجمع الآخرين أنه مخطئ في سوء ظنه، فإنه يتمسك بشكوكه ويظل يرى السوء بالآخرين فهو في حالة تحفز حالة استعداد دائم يصد عدوان يتخيله أو إفساد مؤامرة تحاك ضده، وكل من يحاول أن عن سوء ظنه يضعه في القائمة السوداء ويضمه إلى قائمة السيئين.
# الشك سلوك مكتسب وليس وراثياً :
يعيش عادة الشكاك حالة من القلق وتوتر التي تنعكس على سلوكه وعلاقاته بالآخرين وقد يكون السبب وراء ذلك انعدام ثقته فيهم نتيجة تعرضه لخبرات ومواقف سيئة جعلته فريسة لخداع المحيطين به، ومن ثم فإن الشك في حد ذاته لا يعتبر سلوك وراثياً ولكنه مكتيباً من واقع البيئة التي يعيش فيها والتي تلعب دورا مهماً في تشكيل شخصيته.
ناهيك عن هذا وذاك فعندما نتأمل أمثالها الشعبية سنجد أنها تدعم فكرة الشك خصوصاً بين الرجل والمرأة ومنها على سبيل المثال ( لا تأمن للمرأة إذا صلت ولا لشمس إذا ولت).
يبد أن من الآراء الملفتة للنظر في وصف حالة الشكاك رأي الأديب العملاق عباس محمود العقاد ( أن الشكاك كالمشدود بين حبلين يجذبه كلاهما جذباً عنيفا بمقدار واحد وقوة واحد فلا إلى اليمين ولا إلى اليسار ولا إلى البراءة ولا إلى الاتهام بل يتساوى جانب البراءة وجانب الاتهام) وبناء على هذا الاحساس خسر العقاد حبه الوحيد.
أيضا لابد من الإشارة إلى الاختلاف الجوهري ما بين الشك والحذر حيث يكون الأخير في دافع الوقاية ولكن الشك عادة ما يستهدف الهدم.
حتى الفلاسفة لم يسلموا من الشك ولكنهم اتخذوه كوسيلة لمعرفة الوجود والوصول إلى اليقين والحقيقة وهذا يختلف عن الشك المرضي الذي لا غاية له سوى الشك المطلق في كل شيء.
يبدو أن الشك داخل المجتمعات الشرقية يغلب احيانا على سلوك أفرادها.
# ما هو علاج الشك :
يمكن الشفاء من مرض الشك من خلال العلاج النفسي عن طريق جلسات التحليل والإرشاد النفسي، وأيضاً من خلال العلاج الدوائي.
حيث أن هناك بعض الأدوية التي تزيل القلق والتوتر وتقضي على الأفكار والاعتقادات الخاطئة لدى الشكاك واعطائه قدر من الاطمئنان للقضاء على شكوكه من خلال الحوار البناء مع الطبيب النفسي.
لقراءة مقال عن فوبيا الموت إضغط هنا.
