Phobia of death فوبيا الموت | وعلاجها

 

# مقدمة:-

هو ذلك المجهول والسر الغامض المثير لكل الجدل، هو الحقيقة المتفردة والأمر الحتمي، وأشد الافتراضات على النفس والفكر، هو الثعبان الملتف حول الكرة الأرضية يخنق الحياة ويثير الذعر في نفوس كل البشر. 

أنه الموت، أصل الفلسفة كما قال (سقراط)، والعبقرية الحاقة الملهمة للفلسفة كما فهمها ( شبنهاور)، وهو ما يكشف النقاب عن حريتنا ويحرر الإنسان من عبء وجوده كما عرفة (سارتر)، ويرى (بوسويه) أن خوف الناس من الموت هو الذي حدا من تجاهل التفكير فيه والعمل على تناسيه، ولكن الحياة عند (هيجل) تختلف في فلسفته يقول هي التي تتحمل الموت وتقبله من غير خوف أو وجزع. 

خوف الناس من الموت أدى إلى عدم التفكير به. 

يقسم البشر الي قسمين أولهما الذين يطردون فكرة الموت عن اذهانهم لكي يتسنى لهم أن يتمتعوا بحياة أفضل وأكثر حرية. 

والقسم الثاني الذين يشعرون عكس ذلك بأن الحكمة والقوة تتبعان من ترقب الموت وفي كل الإشارات التي تصدر عنه عبر احساسه الجسدي أو مصادفات العالم لخارجي المتوقعة في كل وقت، يعملون بجد لتخلد أعمالهم وتذكر أسمائهم بالخير أجيالا متعاقبة. 

وهناك نوع ثالث من البشر يعيشون الموت ليلاً ونهارا يتوجسون قدومه، يرافقهم في اليقظة وفي المنام يتعدون من ذكره أو رؤية ميت أو دم أو مدفن أو حتى سماع ما يتعلق به، أولئك يظل في ادهانهم هاجساً سوداوياً ينغص أوقاتهم ويكدر صفو حياتهم هؤلاء ميتون رغم أنهم في الواقع أحياء يرزقون. 

وعلمياً يعاني هذا النوع من اضطراب انفعالي شديد عرفه أطباء الصحة النفسية وعلماء النفس بفوبيا الموت وهو المبالغة المرضية في الخوف من الموت ذلك المجهول القادم لا محالة. 

وهذا الشعور يؤثر سلبياً على حياة الشخص المريض بشكل عام فيجعله متقوقعاً يعاني القلق والتوتر والانعزالية وذلك من شأنه أنهاء أية فرصه للتقدم والنجاح. 

# أسباب الخوف المرضى. Phobia of death

يعدد خبراء الصحة النفسية أسباب فوبيا الموت بعدد من المسببات التي من شأنها تأصيل حالة الرهاب أو الخوف المبالغ فيه من الموت لدى المرضى أو المصابين به كالتعرض في الصغر إلى مواقف أو حوادث بشعة، حصلت أمامه وكان قد رائه او سمع عنه وكان الكلام عنه مبالغ او صحيح فهذا قد كبر عظمة الموت في مخيلته. 

وذلك قبل أن يقدر الصغير حقيقة الموت ويجهله، وكذلك فإن الشعور بالذنب لاقتراف سلوكا معينا مع الشعور بحجم الخطايا والذنوب والمعاصي التي اقترفها طيلة حياته فتترك عنده شعورا متزايداً من تأنيب الضمير والخوف من العقاب في الآخرة وبالتالي يستفحل الإحساس بالخوف من الموت أو مواجهته. 

# العلاج من فوبيا الموت (Phobia of death). 

ينقسم علاج الفوبيا إلى عدة أقسام ومنها :

1_ العلاج السلوكي : هو تعديل سلوك المريض بأسلوب التحصين التدريجي المنظم وهو التعرض المباشر للمواقف التي ينفر منها بالتدريج كالسير في الجنازات والمشاركة بها. 

2_ العلاج النفسي : حيث يعتمد على تخفيف معاناةالمريض بوسائل نفسية عن طريق الحديث المباشر بين المريض والطبيب النفسي بهدف مساندة المريض وطمأنته وإسداء النصيحة له. 

3_ العلاج الدوائي : وهو عن طريق تناول الأدوية المعالجة للقلق وتخفيف التوتر والتي تستخدم كمسكن وكذلك الأدوية المضادة للاكتئاب التي أثبتت فعاليتها في علاج هذا المرض. 

4_ أما اهم علاج هو العلاج الروحاني : ويكون من تقرب الإنسان من الله والإيمان الصادق بالحساب في الآخرة والجنة والنار، يجعل قلب الإنسان مطمئنا ونفسه راضية وبالتالي فإن الموت لا يشكل عنده الخوف. 

لقراءة مقال آخر عن مرض الشك إضغط هنا.