تعرف على علم الأحاسيس والانفعالات | (Seience of emotions)
مقدمة:-
أصبح علم الأحاسيس والانفعالات يجتذب العديد من المهتمين والدارسين في أيامنا هذه، وغدا من المواضيع الساخنة المطروحة باستمرار على بساط البحث التي ترصد لها ملايين الدولارات.
لماذا بدأ العلماء يهتمون بدراسة الانفعالات الإنسانية؟
أن الهدف من هذا البحث الذي يجري حالياً في مختبرات علم الأعصاب بجامعة (ويسكونسن) الأميركية في (ميديسون) هو معرفة المزيد من بيولوجية الانفعالات والأحاسيس البشرية، خصوصاً فيما يتعلق بوظائف المخ ومراحل عمله، وكيفية تأثره بهذه الانفعالات التي تشكل تصرفات الإنسان وتتحكم فيها.
لا تزال هذه الأبحاث جزءا لا يتجزأ من الأنشطة العلمية الأساسية التي يقوم بها الإنسان، إلا أن مغزاها ومدلولاتها ستكون بالغة الأثر إلى حد بعيد فيما يتعلق مستقبلاً بالأمراض النفسية والعقلية ومشاعر السعادة الإنسانية كما أن هذه الدراسات من شأنها تسليط المزيد من الضوء على مشاعر انسانية أخرى مثل الإكتئاب والتأمل.
وغني عن الذكر أن استخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة من شأنه مساعدة العلماء على معرفة الطريقة، التي يترجم بها مخ الإنسان تلك الانفعالات إلى سلوك وتصرفات كما أن هذه الوسائل (ومن بينها السونار وأجهزة المسح والتصوير بالأشعة) تحدد المنطقة في المخ التي تعتبر مسؤوله عن انفعال معين (كالغضب والكراهية والحب والرضا والاشمئزاز) وهذه المنطقة تظهر على شاشة الجهاز كاكبر أجزاء المخ نشاطا ومما يسهل هذه العملية ذلك الجيل الجديد من الأجهزة الحاسوبية الحديثة، التي راح العلماء يستخدمونها بهذا الشأن.
وبالفعل تمكن العلماء، اعتماداً على هذه الأجهزة المتطورة من تحديد مكان وطبيعة الدائرة العصبية في المخ، التي تمر خلالها مختلف الأحاسيس والانفعالات وكيف يترجمها المخ إلى حركة وسلوك وعمل.
وعن طريق مثل هذه التجارب عرف العلماء المزيد من بيولوجيا الانفعالات والعواطف البشرية وتأثيرها على بني الإنسان وعلى سلوكيات المختلفة، ووجدوا أن نصفي الدماغ (هما متشابهان تقريباً) لهما دورهما في الأحاسيس بمختلف المشاعر وما ينتج عنها من تصرفات واتضح أن القشرة الأمامية (عند الجبهة) تسيطر على العديد من الأحاسيس المختلفة وتبين ان الناس يختلفون فيما يتعلق بنشاط نصفي المخ، فالنصف الأيسر من قشرة المخ الأمامية (وراء الجبين مباشرة) هو مركز السيطرة على الانفعالات والأحاسيس الإيجابية ذات التأثير الخارجي الكبير (خصوصاً فيما يتعلق بالعمل وتحقيق الأهداف المطلوبة منه والعلاقة مع الزملاء).
أما الجزء الأيمن من قشرة المخ الأمامية فترتبط بالانفعالات والأحاسيس السلبية، كالميل إلى العزلة والان واء والانسحاب من الأوساط الاجتماعية، وباستخدام الأجهزة الحديثة يمكن قياس الأنشطة التي تجري في نصفي المخ ومعرفة طبيعة أحاسيس الشخص وانفعالاته، وبالتالي دراسة شخصية، وتحديد نقاط الضعف،التي يعاني منها وإيجاد وسائل الارتقاء بالشخصية وتهذيب السلوك والطباع، وبل أنه سيكون من السهل دراسة الحالات النفسية المعقدة مثل انفصام الشخصية والاضطربات النفسية المختلفة وإيجاد وسائل العلاج الأكثر فعالية من أجل مزيد من الإستمتاع بالحياة التي يعيشها الناس على المستويين الشعوري والسلوكي.
عزيزي القارئ إذا أعجبك المقال تابع المدونة حتى يصلك كل جديد.
لقراءة مقال آخر عن السلس البولي إضغط هنا.